الاستثمار نيوز- ريهام سليم
انطلقت النسخة الثامنة من سلسلة المائدة المستديرة “ثنك كوميرشال”، والتي تنظمها شركة “ميديا أفينيو” المتخصصة في تنظيم المؤتمرات، بفندق ريتز كارلتون، اليوم الثلاثاء، تحت عنوان “التطوير العقاري في عصر الصفقات الكبرى”، لمناقشة تطورات السوق العقاري.
وناقشت المائدة المستديرة تطورات السوق العقاري، وخطط الشركات العقارية للتعامل مع تطورات العمل في القطاع، ودور القطاع المالي في توفير التمويلات للشركات العقارية عبر آليات متنوعة، ومن المقرر تكريم الشركات الرائدة في القطاع العقاري بمختلف أنشطتها.
وشارك في المائدة المستديرة مسؤولون حكوميون، وممثلو كبرى شركات التطوير العقاري، والتمويل العقاري، والشركات المتخصصة في إدارة الأصول وتأسيس الصناديق العقارية والاستشارات القانونية.
وانعقدت الجلسة الأولى بعنوان “مستقبل السوق العقاري وتحديات النمو”، والتي أدارها فتح الله فوزي نائب رئيس جمعية رجال الأعمال المصريين ورئيس لجنة التشييد والبناء، بمشاركة عمرو إلهامي المدير التنفيذي لصندوق مصر الفرعي للسياحة والاستثمار العقاري وتطوير الآثار التابع لصندوق مصر السيادي، وهشام شكري المؤسس والعضو المنتدب لشركة رؤية القابضة ورئيس المجلس التصديري للعقار، ومحمد البستاني رئيس مجلس إدارة مجموعة البستاني للاستثمار العقاري والتنمية السياحية.
وشهدت الجلسة الأولى أيضًا مشاركة طارق شكري رئيس غرفة التطوير العقاري باتحاد الصناعات ووكيل لجنة الإسكان بمجلس النواب، ونادر خزام رئيس مجلس إدارة والرئيس التنفيذي لشركة IL Cazer.
شارك في الجلسة الأولى أيضًا أحمد العتال رئيس مجلس إدارة شركة العتال القابضة، وهشام هلال المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة criteria design group بالإضافة إلى عبد الله سلام العضو المنتدب بشركة مدينة مصر للإسكان والتعمير، وأحمد أمين مسعود رئيس مجلس إدارة مجموعة الإشراف للتطوير العقاري، ومحمد عبد الغني رئيس مجلس إدارة مكتب ECB للاستشارات الهندسية.
ناقشت الجلسة الأولى مدى تأثير الصفقات العقارية الكبرى على آليات العمل بالقطاع، وتأثير الصفقات العقارية الكبرى على خطط الحكومة للتوسع في صادرات العقار، وخطط شركات العقارات المصرية للتوسع الخارجي، والاستفادة المتوقعة للسوق المحلي.
وقال فتح الله فوزي نائب رئيس جمعية رجال الأعمال المصريين ورئيس لجنة التشييد والبناء، إن السوق العقاري يعتبر القاطرة الرئيسية للتنمية الاقتصادية، كما أنه عامل جذب للاستثمارات الأجنبية، لافتًا إلى أكبر صفقة حدثت مؤخرًا وهي “رأس الحكمة”.
وأضاف فوزي، أن مصر تشهد زيادة سكانية قدرها 2.5 مليون نسمة كل عام، بجانب تداعيات الأزمات الاقتصادية العالمية وسعر الصرف، إلا أنه بالرغم من كل ذلك فإن السوق العقاري في مصر شهد طفرة تطورية كبيرة، تتمثل في دخول شركات عربية وأجنبية كبرى في السوق المصري، بجانب عقد شراكات مع شركات أجنبية، وكانت أهم الصفقات مؤخرًا “رأس الحكمة” التي تقام على مساحة 170 مليون متر مربع، وهو ما سيساهم في تحقيق مزيد من التطور للسوق العقاري.
وتحدث عمرو إلهامي المدير التنفيذي لصندوق مصر الفرعي للسياحة والاستثمار العقاري وتطوير الآثار التابع لصندوق مصر السيادي، عن صفقة رأس الحكمة، مشيدًا بتأثيرها الكبير على السوق المصري، وأشار إلى اعتقاده إلى أن السوق العقاري سيشهد استثمارات كبرى في أماكن سياحية مختلفة.
وأضاف إلهامي، أنه لم يكن هناك استثمار حقيقي في الساحل الشمالي، إلا أن الأمر اختلف الآن وسيصبح هناك فرصة جيدة للقطاع الخاص بالاشتراك مع مستثمرين أجانب للاستثمار هناك في شقق فندقية وغيره من العقارات.
ويرى طارق شكري رئيس غرفة التطوير العقاري باتحاد الصناعات ووكيل لجنة الإسكان بمجلس النواب، أن صفقة رأس الحكمة ساهمت في حدوث اتزان في معادلة الدولار -عقب تحرير سعر الصرف- التي ستؤثر على الجميع وأبرزهم المطورين العقاريين بخلاف الصناعات الأخرى، مضيفًا أن الصفقة شجعت مستثمرين عرب وأجانب للاستثمار في مصر “أرض الفرص” وهو ما سيساهم في نمو الاقتصاد المصري.
وأوضح طارق شكري، أن صفقة رأس الحكمة تعد رسالة ترويجية لمصر، حيث إنه سيتم التعاقد على صفقات مشابهة، كما سيحدث اتزان آخر في سعر العملة، ما يساعد على جذب المزيد من المستثمرين، قائلًا إنه قريبًا ستحدث تعاقدات بعشرات المليارات، وسيتم رفع كفاءة المنافسة بين الشركات المصرية والأجنبية لتصميم العقارات، وهو أمر محسن كبير جدًا للقطاع العقاري، ولفت إلى أن ذلك سيغير فلسفة الساحل الشمالي، لتصبح المعيشة هناك بشكل دائم وليس شهرين فقط من كل عام.
وقال عبد الله سلام العضو المنتدب بشركة مدينة مصر للإسكان والتعمير، إن صفقة رأس الحكمة ستعود بالنفع على كل المصريين، فالصفقة لها بُعد سياسي واقتصادي كبير، متوقعًا أن تكون 2024 هي سنة الاستقرار، وما يشجع على ذلك تحرير سعر الصرف.
ويرى سلام، أنه هناك نقطة تحول في نضوج الاقتصاد المصري الذي أصبح أكثر جاهزية للنمو، قائلًا إن حجم الأعمال في شركة مدينة مصر تزايد كثيرًا، لافتًا إلى أن الاستقرار في السوق المصري ساعد على هذا الأمر، مشددًا على أن الصفقة تعد نقطة تحول ستجعل مصر في المكانة التي تستحقها.
وأشاد أحمد العتال رئيس مجلس إدارة شركة العتال القابضة، بتعامل الحكومة المصرية مع صفقة رأس الحكمة، حيث استفادت من الاتفاق بشكل أكبر، قائلًا “الحكومة كانت شاطرة جدًا في الاتفاق”، مضيفًا أن مصر أكبر من أي صفقة حيث لديها العديد من المقومات التي تجعلها جاذبة للاستثمار من جميع دول العالم.
وأضاف العتال، أن الساحل الشمالي لم يكن يتم استثماره جيدًا، قائلًا “كنا ظالمين الساحل الشمالي”، إلا أن الأمر سيختلف الفترة المقبلة، حيث سيتم استغلال المنطقة بشكل أفضل، وستشهدًا تطورًا في السوق العقاري، بجانب خلق حوالي 100 ألف فرص عمل.
واستشهد العتال بالعاصمة الإدارية الجديدة التي أصبحت فخرًا لكل المصريين، كما صارت منافسًا للعديد من العواصم في جميع دول العالم، متوقعًا أن هذا الأمر سيتكرر في مدينة العلمين ورأس الحكمة.
وقال نادر خزام رئيس مجلس إدارة والرئيس التنفيذي لشركة IL Cazer، إن صفقة رأس الحكمة غيرت طبيعة الساحل الشمالي بالكامل، حيث ستصبح المدينة تعمل طوال العام، وسيكون هناك سياحة تتعامل على مدار السنة بالكامل، وسيصبح هناك استثمارات تتعلق بالخدمات كالمستشفيات والمدارس وغيرها من الخدمات.
وأكد المهندس هشام شكري المؤسس والعضو المنتدب لشركة رؤية القابضة ورئيس المجلس التصديري للعقار، أن صفقة رأس الحكمة تعد أكبر نجاح للاستثمار في مصر، حيث عملت على جذب الاستثمار الأجنبي المباشر، قائلًا إن الأموال التي تم سدادها لصالح الأرض استفادت مصر منها، وحجم الاستثمارات التي ستضخ ستساهم في حدوث انتعاش للقطاع المصرفي، مشددًا على أن بنوك مصر جميعها يمكن أن تعمل على تمويل المشروع.
ولفت شكري، إلى حصة مصر من تصدير العقار في رأس الحكمة، قائلًا إن أسهل طريقة لتحقيق ذلك الأمر، هي الاستعانة بمطورين عقاريين من الخارج.
أكد محمد عبد الغني رئيس مجلس إدارة مكتب ECB للاستشارات الهندسية، أن صفقة رأس الحكمة لها معنى سياسي واقتصادي كبير، قائلًا إن هناك تحديًا مهمًا يواجه مصر خاص بمفهوم الاستثمار، حيث إن مصر تعتمد أكثر على التمويل الذاتي.
وأضاف عبد الغني، أن مصر في مأمن من أي هزة عقارية، ويجب على المطورين العقاريين التعامل مع أزمة ارتفاع الأسعار، كما أن الدولة لها دور مهم جدا في التعامل مع الجهات المطورة مثل صندوق أبو ظبي، لافتًا إلى تطور دور المطورين العقاريين المصريين الذي أدى إلى تحسين أداء السوق العقاري في مصر، قائلًا إن المطورين المصريين أمام تحدي كبير حيث يحتاجون دعم من الدولة لتحقيق المزيد من التقدم.
وأشاد محمد البستاني رئيس مجلس إدارة مجموعة البستاني للاستثمارالعقاري والتنمية السياحية، بالتوقيت المثالي لعقد صفقة رأس الحكمة بالتزامن مع وضع الاقتصاد المصرى السيئ وارتفاع سعر الدولار حينها بصورة كبيرة، قائلًا إن الصفقة كشفت وضع مصر الطبيعي الذي تمر به منذ عشر سنوات من تطوير بنية تحتية وتأسيس ونهوض في جميع المجالات ووضع أمني وسياسي وعسكري، وبعدها جاءت إلى مصر رئيس المفوضية الأوربية لتقديم منح بقيمة 2.7 مليار يورو، بجانب تقديم تسهيلات كثيرة.
وأشار إلى أنه يجب أن نستفيد من صفقة رأس الحكمة في الصناعة، ويجب تجهيز هذه الصناعات من الآن، حتى لا يلجأ المسؤولين عن مشروع رأس الحكمة للاستيراد من الخارج بعض المواد مثل “أدوات السباكة والكهرباء” وغيره، بل يجب الاستعانة بمنتجات مصرية.
وقال أحمد أمين مسعود، إن مصر كانت على حافة ظروف اقتصادية صعبة جدًا والقطاع عقاري هو من حل تلك الأزمة، موضحًا أن مصر تتمتع بموقع استراتيجي جعلها في وسط العالم، واستثمار الصندوق السيادي الإماراتي في مصر جانب كبير منه سياسي، ولكن الإماراتيون وضعوا أموالهم في قطعة أرض ذهبية ما يعتبرها رسالة للحكومة الجديدة للاهتمام بالسوق العقاري الذي يمثل 25% من الناتج القومي لمصر، كما ساعد في تقليص حجم البطالة.
ولفت مسعود، إلى ضرورة التفكير في منتجات سياحية جديدة لجذب المزيد من السياح، قائلًا إن مصر استقبلت 14 مليون سائح حتى نهاية 2023، وهي نسبة تعتبر ضعيفة بحجم إمكانات مصر، لذا يجب التفكير في آليات مختلفة السنوات المقبلة لجذب المزيد من السياح.
وأضاف مسعود، أن صفقة رأس الحكمة تعد فرصة ذهبية للمطورين العقاريين، حيث تبلغ مساحتها ضعف مدينة برشلونة، والتي تساهم في إقامة العديد من المشروعات بها ليستفيد منها المصريون.
وأكد هشام هلال المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة criteria design group، إن الجميع شعروا بالتأثير السريع لصفقة رأس الحكمة، أهمها تراجع سعر الدولار، قائلًا إنه لا يمكن أن يختلف اثنين على أهمية المشروع.
وأضاف أن صفقة رأس الحكمة ليست ضربة حظ أو مساعدة من دولة شقيقة، ولكن تطور البنية التحتية في المرافق والطرق ساهم في جذب المستثمر الأجنبي، ولولا تلك الجهود في هذا الشأن لكان من الصعب إتمام الصفقة.
وتابع أنه لا يزال لدينا الكثير من المناطق الجاذبة للاستثمار في مصر، مستشهدًا بتجربة العاصمة الإدارية الجديدة والجونة التي حققت استثمارات جيدة، مضيفًا أنه سيظل هناك تنمية واستثمارات من هذا النوع.
وفي نهاية الجلسة، قدم حسين عبد ربه رئيس تحرير جريدة البورصة دروع تكريم “ثنك كوميرشال” لجميع المشاركين في فعاليات المائدة المستديرة، موجهًا لهم الشكر عما يذلوه من جهد بشأن تطوير السوق العقاري في مصر.