الاستثمار نيوز
كتبت:هدى منصور
استخدمت قوات الاحتلال الإسرائيلي ترسانة من الأسلحة المحرمة دولياً ضد قطاع غزة وسكانها، فلم يفرقوا بين صغير وكبير، فأسلحتهم في وجه الجميع منذ بداية معركة طوفان الأقصى لتتحول إلى إبادة جماعية لسكان قطاع غزة، من هنا يفسر لنا الخبير الأمني اللواء رضا يعقوب، تجاوزات الاحتلال الإسرائيلي الغاشم حتى الآن دون توقف
دعنا نتحدث عن الوضع الراهن في قطاع غزة، وما مدى تطور الأزمة؟
من خلال مقاطع الفيديو المتداولة لهجوم قوات الإحتلال الصهيوني على قطاع غزة منذ بداية معركة طوفان الأقصى يوم 7 أكتوبر 2023، إستخدمت الصهيونية أساليب وأسلحة تتجاوز كافة الأعراف والقوانين الدولية، لا سيما تلك التى تستهدف مدنيين ونساء وأطفال ومبانى مصحات ومستشفيات وديار علم ومدارس فى المقام الأول حتى الأونروا التابعة للأمم المتحدة، مما دفع البعض لتسميتها بـ«الإبادة الجماعية» للمدنيين بغزة.
هناك بروتوكول لاتفاقية الأسلحة، لماذا لم تلتزم إسرائيل به في هجومها على قطاع غزة؟
فى تقرير لمنظمة «هيومان رايتس ووتش»، أكدت على إستخدام قوات الإحتلال الصهيونى «الفوسفور الأبيض» فى عمليات عسكرية فى لبنان وغزة فى 10 و11 أكتوبر 2023، على التوالى، إذ ظهرت قنابل الفسفور الأبيض بعدد من مقاطع الفيديو فوق ميناء غزة، فضلاً عن موقعين ريفيين على طول الحدود اللبنانية الأرض المحتلة، إن الأسلحة المحرقة تخضع للبروتوكول الثالث لإتفاقية الأسلحة التقليدية، والتى سبق أن انضمت فلسطين ولبنان إليه، فى حين لم تصدق الصهيونية على البروتوكول.
ما هي أنواع الأسلحة المستخدمة في هجوم قوات الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة؟
تستخدم الصهيونية العديد من الأسلحة منها:
قنابل جدام الذكية: وهى قنابل متطورة أمريكية الصنع تمد بها الولايات المتحدة الأمريكية جيش الإحتلال الصهيونى، وتتوسع فى إستخدامها فى حربها التي تشنها على قطاع غزة، وهى تصنف ضمن القنابل الهجومية ذات التدمير العالى ويصل مداها إلى 28 كيلو متراً، ويتم التحكم بها عبر الأقمار الصناعية.
كما تستخدم قوات الاحتلال الإسرائيلي القنابل الفراغية والتي يقارب الأثر التدميري الناتج عنها الى القنابل النووية ذات العيار المصغر، إذ تعتبر أشد الأسلحة تدميراً على السكان والبنية التحتية، وتستهدف بها الصهيونية تدمير البنية التحتية من إنفاق لعناصر بقطاع غزة.
إلى جانب قنابل هالبر والتي تعد أحد إصدارات الترسانة العسكرية للولايات المتحدة الأمريكية التى سلحت بها جيش الإحتلال ، ويمكن تصنيفها ضمن القنابل الإنتقامية الحارقة الخارقة للحصون وقد رصد إستخدامها خلال قصف صهيونى لعدد كبير من المبانى داخل قطاع غزة.
كما استخدمت القنابل العنقودية وهي أحد أسلحة التدمير الشامل المصنفة على قائمة الأسلحة التقليدية المحرمة دولياً، حيث تحتوى الواحدة منها على عشرات الفتيلات المصغرة، لذلك تتسبب فى إيقاع العديد من الضحايا، وتستخدمها الصهيونية منذ اليوم الأول من الحرب على قطاع غزة.
بالإضافة إلى قنابل اليورانيوم المنضب حيث تستخدم عنصر اليورانيوم المنضب لما له من أثر حارق على كل ما تسقط عليه وتعتبر لها نفس التأثير والمفعول لدى قنابل الفوسفور الأبيض.
هل ترى أن الاحتلال الإسرائيلي قد يستخدم أسلحة الدمار الشامل في غزة؟
نعم، ففى إطار التحرك الصهيوني الذي يهدف للقضاء على الفلسطينيين وتهجير ما تبقى منهم خارج الأراضي الفلسطينية، قال وزير التراث الصهيونى عميحاي الياهو ( إن أحد خيارات الكيان الغاصب فى الحرب على غزة، هو “اسقاط قنبلة نووية” على قطاع غزة الفلسطيني)
كما حصل الجيش الصهيونى منذ سنوات على ” 750 قنبلة خارقة للحصون والأنفاق، مع 3000 صاروخ من نوع “هالبر” المخصصة للمروحيات الهجومية، وآلاف القنابل الموجهة بنظام GPS بهدف تدمير البنية التحتية للقطاع، بالإضافة الى 50 قنبلة خارقة للحصون من نوع BLU-113 و700 أخرى من نوع BLU-109
من خلال التحرك من الجانب الفلسطيني، ما رأيك في مستوى التسليح والتدريب لديهم، وما هو رد فعل المقاومة الفلسطينية؟
رغم التفاوت الهائل فى موازين القوى العسكرية بين الصهيونية والمقاومة الفلسطينية، المسيطرة على قطاع غزة، إلا أن الهجوم المفاجئ “طوفان الأقصى” الذي نفذته الحركة يوم السبت 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، كشف عن مستوى جيد من التسليح والتدريب، وظهور أسلحة نوعية بيد المقاومة كما يرى مراقبون.
حدثنا عن رد الفعل من قوات الاحتلال الإسرائيلي على حركة طوفان الأقصى؟
جاء الرد الصهيونى سريعاً بعملية “السيوف الحديدية” بإستخدام أسلحة مدمرة ومتطورة سواء من ترسانتها العسكرية أو من الترسانة الأمريكية، بعد أن قررت الولايات المتحدة تزويد الكيان الغاصب بذخائر وأسلحة حديثة للرد على هجوم المقاومة.
وقد أخرجت الصهيونية كل ما بجعبتها فى هذه المواجهة، وإستخدمت أحدث ما فى ترسانتها من قنابل وصواريخ موجهة خارقة للتحصينات، والتى دمرت أكثر من 30 ألف منزل ومبنى سكني في غزة خلال خمسة أيام فقط، بحسب إحصاءات رسمية فلسطينية.
وبحسب صحيفة يديعوت أحرنوت الصهيونية، فإن الصهيونية إستخدمت كل ما تملك فى القصف المركز، من قنابل خارقة للحصون وصواريخ لضرب الأنفاق من نوع “هالبر”، حصلت عليها من الولايات المتحدة.
ما الدور الذي تقوم به إدارة بايدن تجاه الوضع الراهن في قطاع غزة؟
منذ هجوم حماس على الأرض المحتلة، قالت إدارة بايدن إنها تزود الصهيونية بمعدات لتحويل “القنابل الغبية” أو غير الموجهة إلى ذخائر موجهة بدقة بالإضافة الى قنابل صغيرة القطر (SDBs) التى يقول الخبراء إنها أسلحة فعالة لضرب أهداف تحت الأرض، بحسب صحيفة واشنطن بوست الأمريكية.
الصهيونية تكثف من إستخدام الأسلحة المحرمة دولياً مثل الفوسفور الأبيض واليورانيوم المنضب” فى عقاب جماعى لسكان غزة، كما تعتمد الأسلحة الصهيونية على مواد مشعة ومحظورة دولياً، لإلحاق أكبر قدر من الدمار بالمبانى وإسقاط أكبر عدد من الضحايا.
وقالت صحيفة واشنطن بوست، إن الإدارة الأمريكية أعطت الضوء الأخضر لبيع أسلحة دقيقة التوجيه للصهيونية بقيمة 735 مليون دولار.
كيف ترى اسرائيل التصعيد في قطاع غزة؟
اختار الجيش الصهيونى زيادة ترسانته من قنابل GBU-28 الأمريكية، والمصممة لإختراق أهداف محصنة فى أعماق الأرض، على الرغم من أن القنابل تترك حفراً هائلة ويمكن أن تلحق خسائر فادحة فى صفوف المدنيين.
وتستخدم الصهيونية أيضاً طائرات إف 35 الشبح، إن قدرات إف 35 الشبح تم إستخدامها لأول مرة فى غزة للرصد الإستخباراتى لبعض الأهداف.
كما استخدمت الصهيونية قنابل “جدام” الذكية، وتستخدم القنابل الذكية التى تسمى “جدام” JDAM بكثرة خلال غاراتها العنيفة التى تشنها على قطاع غزة، والتى خلّفت دماراً كبيراً، وهى من قنابل الهجوم المباشر المشترك عالية التدمير التى تقدمها الولايات المتحدة دعما للكيان الغاصب.
وتعمل قنابل جدام على تحويل القنابل غير الموجهة الى سلاح “ذكى” دقيق، إذ تستخدمها لضرب أهداف فى غزة من الجو.