الاستثمار نيوز
كتبت:سمر عادل
تعد جروبات الماميز على صفحات التواصل الإجتماعي من التطبيقات الأساسية التي ارتبط ظهورها بموسم العام الدراسي، والتي من خلالها تتابع الأمهات مستوى الأبناء في مدارسهم، وتجد الأمهات من أنفسهن داعم قوي لأبنائهم من خلال المتابعة السريعة التي نجحت فيها جروبات الماميز، فهي تمثل كاميرات مراقبة لتفاصيل ساعات إقامة الطفل داخل المدرسة.
وبالرغم من الفوائد المتعددة لهذه الجروبات إلا أن هناك العديد من السلبيات التي تتسبب في العديد من المشاكل لأولياء الأمور والمعلمين أيضًا، وفي بعض الأحيان يصل الأمر إلى العراك المباشر أو نفور البعض، بالإضافة إلى تطور الحوار إلى حاد وومفيد نصائح واستشارات نسائية حول الطبخ والوجبات الصحية للأبناء.
تقول نهال كمال ولي أمر تابعة لمحافظة الجيزة: أنا أم لطفلين بمراحل دراسية مختلفة، كنت منبهرة بمتابعة أخبار أبنائي بالمشاركة في جروبات الماميز منذ بداية العام الدراسي، وجدت أنها عبارة محادثات تتسب في حالة من التشتت، إلى جانب التوتر والقلق خاصة أثناء الامتحانات، بالإضافة إلى كثرة التساؤلات من بعض الأمهات بطرق مختلفة.
بينما قالت سارة أحمد ولي أمر طالب في إحدى مدارس مدينة نصر: من وجهه نظري أن جروبات الماميز مفيدة ولكن إذا تم استغلالها كما ينبغي وأن يلتزم الجميع بضوابط وقواعد الجروب، فلا يوجد داعي لكثرة المحادثات والمناقشات المختلفة والتي تؤدي في بعض الأحيان إلى الاختلاف في وجهات النظر، مع عدم تقبل هذا الاختلاف من بعض الأمهات كما منهن من يتحيز لمعلم معين وتلجأ لفرض رأيها على الآخرين.
تحكي لنا نهى راشد إحدى الأمهات: كنت مشتركة في جروبات الماميز وقد غادرتها وتركت هذه الجروبات وأتابع أبنائي من خلال التواصل المباشر مع المعلمين لهم بالمدرسة أو الدروس الخصوصية، فقد كانت هذه الجروبات كثيرة الثرثرة وكانت تصيبني بالتشتت الذهني ولا أخرج منها بمعلومة مفيدة.
من ناحية أخرى تقول شيماء عراقي استشاري تعديل السلوك: ينبغي الحرص عند استخدام جروبات الماميز والإلتزام بضوابطها من الأمهات.
وأكدت على ضرورة حرص الأمهات على عدم تداول المعلومات الشخصية عن الأبناء خلال الأحاديث الجماعية في جروبات الماميز، ولا يجب التطرق لأي تفاصيل تخص الطالب مما يتسبب له في الاحراج كما ينبغي عدم التطرق لأي أحاديث لا تخص العملية التعليمية
وأشارت، إلى أن الاكتفاء بالرسائل المكتوبة وعدم استخدام الرسائل الصوتية الكثيرة التي تسبب الإزعاج لكثير من المشاركين في هذه الجروبات، كما ونوهت عن عدم تداول الشائعات والمعلومات الخاطئة حول العملية التعليمية أثناء المحادثات، وعدم الانسياق خلف كل ما يتم تداوله من أخبار حتى لا يتم إثارة الزعر والقلق بين أولياء الأمور وخاصة أثناء الامتحانات.
كما ترى عراقي أنه من الضروري متابعة الأمهات للمدرسة بشكل مستمر والوقوف على الجانب السلوكي والتعليمي للأبناء من خلال المتابعة الدورية عبر جروبات الماميز، حيث أن هذا الأمر يؤدي إلى شعور الابناء بالاهتمام من الأمهات ويعطي تأثيرًا إيجابياً بالنسبة لهم
وتقول ريهام عبد الرحمن استشاري الأسرة والصحة النفسية، أن كثرة الخلافات بين الأمهات في الحوار، إلى جانب الأحاديث في الأمور التافهة التي لا قيمة لها قد تؤدي إلى ضياع المعلومات المفيدة، وأضافت كما يوجد خلال هذه الجروبات أنماط مختلفة من الأمهات فمنهم من تقف على الجانب الحيادي، ومن الأمهات من يتخذ النمط العدواني ويظهر ذلك في الردود والانفعالات على الموضوعات المطروحة.
واستطردت في حديثها طرح المشكلات الخاصة بالأبناء في المدارس تثير الجدل وتحتاج الى متخصصين لإدارة الأزمات والمواقف الصعبة.
كما أكدت على دور مجلس الأمناء في المدارس والذي يقوم بمتابعة الأبناء وعرض المشكلات ومحاولة إيجاد الحلول لها، وقد أدى الضعف في دور مجلس الأمناء خلال هذه الأيام إلى انتشار جروبات الماميز، وتحول الاهتمام من الجانب العلمي إلى نقاش بعض الأمور بين العضوات لا تخص العملية التعليمية.
وعلى الجانب الآخر يرى محمد سامي خبير في وسائل التواصل الاجتماعي أن مجموعات الماميز لها سلبياتها التي لا تقل عن ايجابياتها، ولابد من تقنين تلك المجموعات.
كما ترى دكتورة سامية خضر أستاذ علم الإجتماع بكلية التربية جامعة عين شمس: نظرًا لغياب المعلومات الحقيقية في المدارس أدى ذلك إلى انتشار جروبات الامهات التي أصبحت توازي الواقع، كما أضافت أن ما يحدث من تداول الآراء للأمهات عن المدارس او المعلمين بها، في ظل انتشار الشائعات والاجتهادات الشخصية في نقل المعلومات، فقد أصبحت جروبات الامهات سبب للمشاكل نتيجة المعلومات الغير موثقة.