الاستثمار نيوز
حوار: شيماء مصطفى
المرأة الفلسطينية تتحد داخل حدود بلادها وخارجها من أجل الدفاع عن قضيتها، فقد شهد قطاع غزة أحداث داميه نهاية العام الماضي نزوحاً إلى العام الجاري، إبادات جماعية لسكان قطاع غزة وتدمير منازلها والقضاء على البنية التحتية كاملتاً، مما دفع الكيانات الفلسطينية والعربية للإنتفاض للدفاع عن الشعب الأعزل من كل الإتجاهات، وهذا الدور يقوم به إتحاد المرأة الفلسطيني بالقاهرة، فقد كان له دور حيوي في الصمود من أجل الحفاظ على ملامح التراث الفلسطيني خارج الحدود، ومن هنا كان لنا لقاء بـ (آمال الأغا) رئيس إتحاد المرأة الفلسطيني بالقاهرة.
تقول آمال الأغا، إتحاد المرأة الفلسطيني بالقاهرة تأسس عام 1963 ليكون بمثابة رابطة لـ المرأة الفلسطينية لدعمها، يتبع وزارة التضامن الاجتماعي، كما أن منصب الإدارة يتم تغييره كل 4 أعوام والمقر الرئيسي له في رام الله وسابقًا كان له فرع في تونس، ومقر الاتحاد العام هو نفس مقر منظمة التحرير الفلسطينية، وكان الفرع المصري من أقدم الفروع المؤسسة للاتحاد العام للمرأة الفلسطينية، وقامت بتأسيسه الرائدة الكبيرة سميرة أبو غزالة، وفي ذلك الوقت كانت تتواجد في مصر بهدف الدراسة، وأثناء لقائها بعدد من أبناء الجالية في القاهرة حضر إلى فكرها أن تطرح الفكرة من أجل التشاور كرابطة لخدمة أبناء الوطن من اللاجئين الفلسطينيين عام 1948، وبالفعل تمكنت من تحضير الأهداف واللائحة الداخلية وتمكنوا من دعوة بعض القيادات الفلسطينية الموجودة في ذلك الوقت.
تابعت الأغا: دكتورة سهير القلماوي السياسية المصرية البارزة كانت أول الحاضرين في لقاء التأسيس وعدد من الرموز العربية الأخرى، ومن هنا كان من أهدافها الحفاظ على الهوية الفلسطينية خارج الحدود ففكرت في إقامة مشروع للتطريز ومن خلال ذلك قد يساعد في الحفاظ على الهوية والتاريخ.
وأوضحت الأغا: ساندتنا الدكتورة سهير القلماوي في ذلك التوقيت بالدعم الإعلامي وفتح الأسواق الخيرية لعرض منتجاتنا التي تمثل التراث الفلسطيني، ويتم التسويق لمنتجاتنا اليدوية حتى ترى النور من خلال الأسواق السنوية، بالإضافة إلى المشاركة في الأسواق الخيرية التي تقيمها الجمعيات المصرية.
إضافة إلى تقديم الطلب لبعض الدول المجاورة لعرض منتجاتهم لصالح المرأة الفلسطينية، ثم حقق الإتحاد خطوة جديدة ببناء بيت للطالبات الفلسطينيات في مصر، ولا يزال المنزل حتى الآن متواجد، ويساند بيت الطالبات الفتيات الوافدين من قطاع غزة أو الضفة الغربية أو الفتيات الفلسطنيات القادمات من الدول العربية، ومنذ 5 سنوات تم البدء في استقبال الطالبات المصريات في نفس البيت وتقديم نفس الخدمة، وذلك برسوم إقامة رسمية بدون وجبات، ولكن يتم توفير لهم الرعاية المتكاملة في السكن، والجدير.
ويرعى اتحاد المرأة الفلسطيني 1800 سيدة في القاهرة، كما أن هناك عدد من الفروع للاتحاد في مصر مثل القاهرة والشرقية والإسكندرية والجيزة، وذلك بسبب عدم وجود المخيمات في مصر والسماح للفلسطينيين بالإقامة في كافة المناطق.
على سيبل المثال نجد أن منطقة العباسية مليئة بأهل يافا، كما أن هناك مجموعة من أهل يافا يعيشون في اسكندرية وبورسعيد، كما أن أهل غزة اختاروا العيش في القاهرة لكونهم تجار وعند قدومهم في عام 1967، وأهل بئر السبع يعيشون في الشرقية، وفي منطقة مصر الجديدة بها أهل يافا والقدس، وكذلك الدقي بها تجمعات من أهل نابلس والقدس.
وأشارت الأغا، بعد أن توالت الأحداث حتى حرب 1967 كان هناك عدد كبير من الطالبات الفلسطينيات في مصر وانقطعت السبل أمامهم، وبعد أن انتهت فترة الامتحانات لم يتمكنوا من العودة إلى غزة أو الضفة الغربية بعد أن تغلغل الاحتلال داخل الأراضي الفلسطينية، وفي ذلك الوقت تم إنشاء صندوق لدعم الطالبات المغتربات في مصر، وفي ذلك العام أصبح التاريخ يعيد نفسه، أما الآن أصبح الاتحاد مسؤول عن الطلبات في مصر للدراسة بشكل كامل، وفي بعض الأحيان يساعد الكثير من الأسر الفلسطينية في تأجير المنازل.
وأكدت الأغا، أن المرأة الفلسطينية مرأة لها طراز خاص وتختلف عن جميع نساء العالم في نشأتها ، تعتبر المرأة الفلسطينية نمت على قضية واحدة وهي قضية الاحتلال وعدم الأمان، وهذه البيئة تؤهلك لتكوني قوية، كما أن الأطفال يكبرون على ذلك من خلال سماع الحكايات من الأمهات والأجداد وكيف تسير الأحداث، إضافة إلى سماع الأغاني الوطنية، كما أنها تعتبر غريزة يكبر عليها الطفل الفلسطيني.
وبالتالي المرأة الفلسطينية تكبر لرعاية الأسرة، وبالنسبة للشباب فإنهم يكبرون للجهاد والانضمام إلى إخوانهم للدفاع عن قضيتهم، كما أن المرأة الفلسطينية لا تهتم بأمور النساء الآخريات مثل الملابس والحياة المرفهة، كما أود أن أوضح أنه في بعض الأعوام كانت البندقية مهر العروس في فلسطين، كما أن ذهب العروس يتم بيعه لشراء الأسلحة لزوجها للقتال مع الثوار، وجاءت خصوصية المرأة الفلسطينية من المعاناة بسبب احتلال الأرض والاستيلاء على التاريخ، وبالتالي الواجب عليها حمل مسؤولية الأسرة حتى تكون مؤهلة لاستقبال فقدان زوجها شهيد في سبيل القضية، كما شاركت المرأة في العمليات الفدائية.
القضية الرئيسية لنا حالياً هو الحفاظ على التراث، لذلك ظللنا محتفظين بأربع أثواب قديمة، كما أن هناك بعض الأشخاص قديمًا كانوا حريصين على جمع ذلك التراث من الكتب والموسوعات الموجودة في المتحف الفلسطيني، كما أن هناك بعض الكتب التجارية التي نقوم بشرائها وحفظ المعلومات الموثوق فيها والصور لأنواع الثوب.
واختتمت الأغا حديثها: بأن أهالي فلسطين بعد 75 عامًا من الكفاح في الهجرة والانتقال بلد أخرى لا يمكن التخلي عن المطالبة بالعودة إلى الوطن ورفض التهجير، نحن متمسكين بالأرض رغم استخدام كافة الوسائل في ترهيبنا، ومهما كانت الإجراءات التي يتم اتخاذها ضدنا إلا أننا لن نقبل بذلك.