الاستثمار نيوز
حوار: سمر عادل
شهدت مصر طفرة نوعية في استخدام ماكياج الرعب الذي غير مسار وملامح الدراما المصرية منذ سنوات، وكان للماكير مصطفى معوض بصمة قوية في مكياج الرعب بعد عرض مسلسل كفر دلهاب بطولة يوسف الشريف، الذي أثار الكثير من الجدل، نظراً لكثرة مشاهد الرعب الذي لعب فيها المكياج دور البطل، وهنا يروي معوض أسرار هذا العالم الذي حقق نجاح كبير في موسم رمضان 2024 بعدد من المسلسلات الناجحة.
في البداية، دعنا نتحدث عن مصطفى معوض صاحب لقب ماكيير الرعب؟
أنا مصطفى معوض، ماكيير، واقوم بعمل كل ما له علاقة بالسينما المصرية، بكل المراحل التاريخية، يتضمن بعض الأعمال الفنية منها ساحرة الجنوب، وكفر دلهاب، فيلم الممر للأستاذ شريف عرفة، مسلسل النهاية للفنان يوسف الشريف، وآخر 4 أعمال فنية للفنان عادل امام، عفاريت عدلى علام، والعراف، من الاعمال القوية والناجحة.
هل هناك شخصيات قمت بالعمل عليها خلال موسم رمضان الحالي؟
نعم، قمت بعمل قلع الحجر، طبيبة شرعية، الكبير أوي الجزء الثامن، جري الوحوش، بالإضافة إلى مجموعة من الأفلام السينمائية الرائعة، منها هوجن الذي حصل على جوائز عديدة.
ما هي أصعب شخصية قمت بالعمل عليها؟
لا يوجد شخصية صعبة في العمل، ولكن في أولى حلقات مسلسل طبيبة شرعية، كان هناك مشهد لعملية تشريح كاملة، حيث تم صب جثة كاملة للشخص، مع فتح الجثة لاستخراج عينات منها للمشرحة، وقد كان ذلك من المشاهد القوية، التي أخذت مجهود كبير.
ما مدى تقبل المشاهد المصري لمشاهد الرعب في الأعمال الدرامية؟
تعد أكبر نسبة لمشاهدة أفلام الرعب والأفلام الأوروبية هنا في مصر، ونحن نقوم بعمل مشاهد الرعب بنسبة ليست مخيفة، والآن نقوم لعمل أفلام وثائقية مميزة، يتخللها مشاهد الأطراف المقطوعة.
كما قمت خلال العام الحالي بعمل مشاهد صعبة في فيلم دراكولا، حيث قمت بصب جسم كامل لشخصية الفنان فارس حداد، نسخة كاملة للجسم بالملامح وجميع التفاصيل.
هل يتطلب العمل في مجال الماكيير التقنيات الحديثة؟
نعم، وقد قمت بدراسة التأثيرات الخاصة في الخارج جنوب أفريقيا.
من هو صاحب الفضل عليك في الوصول إلى هذا المستوى في مجال الماكيير؟
لقد تعلمت كثيرًا على يد الأستاذ الدكتور أحمد عفيفي وهو يعمل في الوقت الحالي في نفس المجال، وقد كان صاحب الفضل علي منذ 27 عامًا في هذا المجال، تعلمت على يديه لمدة خمس سنوات، وقد ياعدني في تنمية الموهبة لدي.
هل تحب العمل في هذا المجال؟
بالطبع، فأنا دخلت العمل في هذا المجال حبًا فيه، وقد كنت أعشق الفن بشكل عام، كما أنني وجدت طريقي في هذا المجال، فالماكيير السينمائي ختلف عن أي ماكيير آخر.
هل يختلف العمل من شخصية إلى أخرى؟
نعم، تختلف وفقًا للمرحلة والعمر، وقد قمت بعمل مشاهد مؤثرة في مسلسل النهاية، ومسلسل القيصر.
كيف ترى مستقبل مشاهد الرعب في مصر، وما رأيك في مسلسل المداح؟
مسلسل المداح جميل جدًا، ولكن يوجد به جرافيك بنسبة كبيرة،
هل دراستك كانت في هذا المجال من البداية؟
لا، أنا حاصل على بكالوريوس ألسن، وقد كنت في الفرقة الأولى بالمرحلة الجامعية، وكان الدكتور أحمد عفيفي صديق والدي، وكنت أحب مجال السينما جدًا، ومن هنا بدأت فكرة العمل في هذا المجال، وبدأت التدريب معه في تلك الفترة، ثم بدأت أعمل معه لمدة خمس سنوات، حتى أنهيت مرحلة الجامعة، وبعد التخرج عملت معه.
ثم سافرت إلى الخارج لدراسة التأثيرات الخاصة، واجتهدت في هذا المجال، واجتزت هذا الطريق.
ما نوعية المواد التي تقوم باستخدامها في عملك؟
هذا المجال له مواد خاصة يتم استيرادها من المانيا، وهناك بعض المواد يتم استيرادها من أمريكا بكل سهولة، حيث لا يتم تصنيع هذه المواد في مصر، إلى جانب أن الخبرة في التعامل مع هذه المواد ليست كافية في مصر، فهذه المواد عبارة عن معادلات، تحتاج إلى دقة في التعامل معها.
هل يوجد شخصيات كثيرة تعمل في مجال ماكيير الرعب في مصر؟
لا، فالعدد قليل، كما أن الطلب على هذا المجال بسيط وقليل أيضًا، يمكن أن يكون عمل فني واحد في العام.
لاحظنا خلال الفترة الأخيرة اتجاه الأعمال الدرامية إلى مشاهد الرعب، فما رأيك في ذلك؟
ليس بقوة الخارج، ولكن لابد من إلمام الماكيير بجميع العناصر والأدوات في هذا المجال، لانه يساعد المخرج في تخيل الشخصية وفي الفترة الأخيرة اختلف الامر.
فالمخرج يأتي ليطلب مواصفات معينة في الشخصية مثلًا شخصية رجل عجوز، وأنا أحاول من خلال فكري وتخيلي للشخصية.
ما أكثر الأعمال التي أخذت منك مجهود كبير؟
فيلم الممر للأستاذ شريف عرفة، أخذ مني مجهود كبير، إلى جانب العمل الفني كفر دلهاب.
ما أكثر الشخصيات المحببة إليك قمت بالعمل عليها؟
شخصيات كثيرة جدًا، فأنا أعمل بهذا المجال منذ سنوات طويلة، وأكثر ما يؤثر في هي الأعمال الجديدة، أما الشخصيات التي قمت بالعمل عليها بتوفيق من الله، ونجاحها مع الناس يسعدني.
ما الذي تتمنى تحقيقه في مجال مشاهد الرعب في الأعمال الدرامية؟
أتمنى أن يتسع المجال لهذه الأعمال، حيث سيعطي ذلك مساحة للعمل والتقدم.
هل ترى أن هناك تطور وتقدم خلال الفترة الحالية؟
نعم، وسوف تكون أفضل خلال الفترة المقبلة، لأن البلد ستختلف خلال المرحلة القادمة، حيث تشهد البلاد تطوير في عهد الرئيس عبد الفتاح السيسي، حيث أن له تأثير كبير، كما يساعد على تشجيع الاستثمار الخارجي، كما يشجع المستثمرين للعمل داخل مصر.
وخلال الفترة الماضية قمت بالانتهاء من فيلم روسي داخل مصر، وأنا من أكثر الأشخاص التي تعمل في تصوير بعض المشاهد الأجنبية، وقد تم العمل بنجاح، مع شعور فريق العمل الأجنبي بالسعادة من التجهيزات الحديثة في مدينة الإنتاج الإعلامي، والسهولة في التعامل.
ما هي جنسيات فريق العمل المساعد لك في العمل؟
بالنسبة للكوافيرات من الخارج وبالتحديد من لبنان، أما الماكيير فهم تلاميذي من المصريين، قمت بتعليمهم، وأنا أعتمد في المركز لدي بيوتي سنتر مصطفى معوض بجوار استوديو مصر المريوطية، ولقد أخذت هذا المكان خصيصًا لمجال السينما، وأقوم بتحضير جميع كواليس الأعمال الفنية لدي في السنتر، بالإضافة إلى المخرج والمساعدين والانتاج كل ما يخص العمل الفني.
هل ترى أن عمل اللبنانيين كمساعدين أفضل من المصريين في العمل معك؟
لا، الفكرة أن الغربة لها أحكام، حيث من المعتاد أن يعمل الشخص المغترب على أكمل وجه، مثل الشخص المصري يصبح مثاليًا ويعمل ما يفوق التوقعات عندما يسافر للعمل إلى الخارج.
ما الوقت الذي يأخذه العمل الفني معك؟
ما يقرب من 20 يوم تحضير للعمل، ويرجع ذلك إلى طبيعة العمل حيث أن هناك بعض الأعمال قد تأخذ وقتًا يصل إلى شهرين، وعلى حسب التصنيعات وهذا بالنسبة إلى الاسبيشيال افكت.
ما الشخصية التي تود أن تقوم بالعمل عليها؟
أتمنى أن أقوم بأعمال قويه أكثر من ذلك، بها مساحة أكبر حيث يتم طلب ما هو مختلف، لأن هذا يفرض علينا طبيعة العمل.
هل وصلنا في مصر بالنسبة لمشاهد الرعب في الأعمال الفنية إلى نفس نمط مشاهد الرعب في الأفلام الأجنبية؟
هناك رؤية مختلفة، في مصر تحكمنا الرقابة على الأعمال الفنية، ولن يسمح بكل ما يحدث في الأفلام الاجنبية أن يحدث في الأعمال الفنية في مصر، كما ان الجمهور هنا في مصر لم يعتاد على هذه الرؤية، هناك العديد من المشاهد التي يتم حذفها من العمل الفني، مثل المشاهد الدموية، حيث أن لدينا أطفال إلى جانب الفكر المختلف، إلى جانب انه يتم مراعاة أشياء كثيرة في الأعمال الفنية، تتضمن الشرقية وأسلوب التربية في مصر والدول العربية، تختلف تمامًا عن الدول الأوروبية، كم أنه ينبغي أن نقدم صورة تليق بالشعب المصري.
ما الذي تود إضافته عن مجال عملك؟
أنا سعيد جدًا بالتطورات التي تحدث خلال هذه الايام، يسعدني ان اغلب الدول الأوروبية تأتي إلى تصوير بعض الأعمال الفنية هنا في مصر،