الاستثمار نيوز
حوار هدى منصور
حالة من الحزن يعيشها 10 آلاف طالب فلسطيني داخل الجامعات المصرية بعد حرب غزة الأخيرة، بعضهم استشهد كل أفراد أسرته أثناء الحرب، وهناك من استشهد والده ووالدته.
تفاصيل عاشها طلاب فلسطين خلال الأيام الماضية منذ بداية العام الدراسي الجديد، رصدها الدكتورسليم التلولي مسؤول شؤون الجامعات والأنشطة الطلابية لقسم الشؤون الثقافية بسفارة فلسطين بالقاهرة، قال بالفعل يعيش طلابنا مأساة بسبب فقدان زويهم، وخاصة أن العام الدراسي 2023-2024 بدأ بعد الحرب ومعظم الطلاب الفلسطنيين متواجدين في مصر.
تابع التلولي: هناك أكثر من عشرة آلاف طالب يدرسون بالجامعات المصرية، والعدد الأكبر يتركزون داخل الجامعات الحكومية في مرحلة البكالوريوس والدراسات العليا، ويلتحق معظمهم بكليات الطب البشري وطب الأسنان، ويرجع ذلك إلى الوضع السئ في فلسطين من ناحية قلة عدد الأطباء لرعاية المئات من الحالات الحرجة، ومع استمرار الحرب يتزايد عدد الطلاب الذين استشهدوا وما زالوا في ارتفاع دائم.
وأشار التلولي، إلى أنه في بداية الحرب كان هناك تعليمات واضحة وصريحة من السفير دياب اللوح سفير دولة فلسطين بالقاهرة والمستشار الثقافي ناجي الناجي بضرورة التواصل بين الحين والآخر مع الطلاب والعمل قدر المستطاع على تلبية احتياجاتهم والاطمئنان عليهم وعلى أهاليهم.
إضافة إلى ذلك في بداية الحرب تم التواصل من قبل السفارة مع الإدارة المركزية للطلاب الوافدين من خلال قسم الشؤون الثقافية في السفارة للحصول على الموافقة لتأجيل دفع الرسوم، وذلك بسبب ظروف الحرب، والتواصل مع الإدارة المركزية الخاصة بالطلاب الوافدين التابعة لوزارة التعليم العالي المصرية لإعطاء الطلاب شهادات قيد من دون سداد الرسوم الدراسية، حتى يتمكنوا من عمل كافة إجراءات الإقامة، وبالفعل استجابت الإدارة المركزية أثناء اجتماع المجلس الأعلى للجامعات المصرية لتسهيل كافة الأمور على الطلاب الفلسطينيين واعطاء كافة الطلاب شهادات قيد، كما ظهرت من بداية الحرب مبادرات في بعض الجامعات والكليات للتسهيل على الطلبة الفلسطينيين، ولابد من تقديم الشكر إلى الحكومة المصرية ووزارة التعليم العالي والإدارة المركزية للوافدين على الدور الإيجابي والسريع لمساندة طلابنا في مصر.
حيث كانت المبادرات من وكلاء وعمداء الجامعات المصرية بتعميم المساعدات لجميع الطلاب الفلسطنيين بالجامعات ومن بين هؤلاء الأشخاص الذين بادروا بالخير من أجل طلابنا والمساعدة السريعة دكتورة هويدا إسماعيل وكيلة كلية الطب البشري لشؤون التعليم والطلاب بجامعة طنطا، ودكتور أحمد العدل مسؤول الوافدين في جامعة المنصورة، بالإضافة إلى مسؤول الوافدين في جامعة الزقازيق دكتور محمد نبيل.
بالإضافة إلى مبادرة عميد كلية طب جامعة الزقازيق الذي قام بكتابة (بوست) خاص على صفحته الشخصية على مواقع التواصل الإجتماعي، أنه على استعداد كامل للمساعدة وتأجيل الإمتحانات لأي طالب في فلسطيني لا يستطيع الإلتحاق بالعام الدراسي الحالي بسبب الحرب على قطاع غزة، وتلك المبادرات كانت فعل إنساني يحسب لمصر اتجاه دعم طلابنا.
وأوضح التلولي، الحرب منعت عدد من طلابنا من القدوم في الوقت الأخير إلى مصر، وتواصلوا مع المسؤولين بالجامعات المصرية هنا، وكانت رد الفعل من الجامعات سريع لتوفير الدعم لهم ورصد اسمائهم في التأجيل العام الحالي، مصر دائماً بكل كياناتها داعمة للشعب الفلسطيني.
وحرص الطلاب المصريين وغير المصريين على تقديم الدعم المالي الفوري لمن أنقطع ذويهم لمساندتهم بسب الحرب، فيوجد لجان في الجامعات بها صندوق تكافل يساعد الطلبة في مثل تلك الأزمات، ويشارك في صندوق دعم الطلبة الفلسطنيين زملائهم من الضفة غير المتضررين من الحرب.
وأكد سليم التلولي، أن الطلاب الفلسطنيين حريصون على الإلتحاق بالجامعات المصرية، فكان العام الماضي الطلبة عددهم أقل من العام الحالي 8 ألاف طالب فقط، فتعد شهادة مصر الجامعية مصنفة دولياً بجودتها والإعتراف بها في جميع الدول، فالتعليم بها مميز وجودة عالية بين الدول الأخرى، والفلسطيني قريب في الحياة المعيشية مع المواطن المصري، فتعد مصر أم الوطن العربي.
واختتم التلولي حديثه، أن الطالب الفلسطيني يحضر إلى مصر بطرق مختلفة، فهناك طالب فلسطيني حاصل على ثانوية عامة من فلسطين وهو طالب يحضر إلى مصر عن طريق معبر رفح البري، أو حاصل على ثانوية عامة من فلسطين من سكان الضفة الغربية وهذا الطالب يحضر من فلسطين بالذهاب إلى الأردن عن طريق البر ومن الأردن إلى مصر عن طريق الطيران، وهناك طلاب أخرين موجودين منذ سنوات طويلة في مصر، بالإضافة إلى شريحة أخرى تحضر عن طريق الطيران من دول الخليج أثناء العام الدراسي للدراسة في مصر، وكرر التلوني إشادته بالدور المصري الرائد إتجاه فلسطين ودعم القضية الفلسطينية.