الاستثمار نيوز
كتبت: سمر عادل
البحث عن الرزق ولقمة العيش دفع العديد من أبناء الحرف اليومية إلى التواجد أمام المولات الشهيرة الخاصة ببيع أدوات الحرف، من خلال عرض وظائفهم على لافتات ورقية واضحة، فتعد حالياً ظاهرة رائجة في شوارع مدينة نصر والتجمع والأماكن الجديدة التي بها تعمير وتحتاج إلى عمالة.
ومن أشهر اللافتات البارزة التي تم رصدها في الشوارع مدون عليها هنا يوجد (سباك، نجار ،ميكانيكي، كهربائي) وغيرها من الحرف ، أعمار العمالة متفاوته مابين شباب وشيوخ المهن ذو خبرة السنوات لم يكلوا عن المنافسة بخبراتهم التي لازالت تؤهلهم للتواجد بين تلك الصفوف بنجاح، فالجميع في صف واحد للبحث عن الرزق.
هنا رصد (الاستثمار نيوز) الظاهرة أمام مول عنابة المكان الأشهر لتواجد العمالة اليومية لجميع المهن والحرف منذ الساعة ال8 صباحاً حتى 10 مساءً، والتواجد في المكان يكون في شكل دوام صباحي ودوام مسائي، فمن يتواجد في الصباح ليس له رزق في المساء على حد قولهم، وحتى إن لم تراهم فأصواتهم لا تختفي، فمن هو دائم التردد على المكان يسمع ندائهم المتكرر لكل شخص حول مهنته منذ الصباح الباكر.
بالإقتراب للحديث معهم يقول خلف رجل خمسيني ويمسك في يده لافته عليها (سباك)، أقف هنا في دوامي الغير رسمي رغم كبر سني، خبرتي تشفع لي بالمنافسة بين أبناء حرفة السباكة، وحالي حال جميع العمالة التي تبحث عن الرزق، نخاف من تسليط الإعلام الضوء علينا، لأن وضعنا غير قانوني وعددنا بالعشرات فقد يصل إلى 300 عامل في كل دوام عمل سواء في الصباح أو المساء، والجميع يعمل وهو ورزقه، إلا أن المسؤولين في التجمع يرفضون الأمر ويحاولوا القضاء عليه، لذلك عندما نشعر بخطر يفر الجميع من المكان.
وأشار خلف، من قبل حاول الإعلام التنويه عن قضيتنا عن الرزق من خلال صورة تم تسريبها إلا أن عواقبها كانت الجلوس في المنزل لمدة شهر لجميع العمالة هنا، والعودة بشكل جزئي فيما بعد حتى انتهت الأزمة، لذلك نحرص على السرية التامة.
وأشار أحمد شاب عشريني يعمل نجار، حقوقنا مهدوره بعد العمل، فنحن نقف طابور منذ الصباح الباكر والمواطن هو من يختار بيننا كما يرى ويقرر وليس نحن، لكن كل عامل هنا له سعر لليومية حسب خبرته، والتفاوض مع الزبون حرفة.
ومن المواقف الصعبة التي تواجهنا لأننا عمالة غير مقننه أن الزبون قد لا يعطي للعامل حقه، وفي تلك الحالة لا يستطيع العامل الذهاب إلى قسم الشرطة، رغم أنه حقه خوفا من توجيه القضايا له، وهذا يحدث مع العشرات ويعود من العمل بدون أجر.
وأكد عم رضوان رجل ستيني شارك في الحوار، لابد من تقنين وضع تلك العمالة المهدور حقوقها منذ سنوات وليس أمامهم إلا التواجد هنا وكأنه مقر عمل، ولابد من عمل نقابة لهم للدفاع عنهم فالعدد كبير، ومن يقترب من المول يرى ما أذكره على أرض الواقع، ولابد من إيقاف الأشخاص المزيفين المشاركين في العمل من أمام باب المول وهم لايفقهون في حرف أو مهن، وتحدث مشاداة بين المواطن والعامل نتيجة النصب أو مطالبة المواطن بمبالغ كبيرة مقابل الخدمة المقدمة من العامل.
واختتم عم رضوان كلماته، بأن عمالة الحرف يتواجدون أمام مولات الرخام وأدوات الكهرباء والسباكة والأخشاب، وأشهر تلك المولات هنا في التجمع لوجود نسبة كبيرة للبناء حتى الآن، فتحضر السيارات الفخمة إلى هنا وتحصل على العامل بدون إثبات هوية من الطرفين ويذهب على الفور، وهناك من يفضل عامل دون غيره للتعامل معه أكثر من مرة وهناك من هو غاضب من النصب، فجميعها أمور لابد من معالجتها مع جهاز المدينة الذي يرفض تواجدنا بلافتات ضخمة في الشوارع تعبر عن مهنة كل واحد فينا.
ويوجد هنا عمالة تعتمد على القوة البدنية وتنتظر بين صفوف العمال بالجلوس في سيارات مجهزة للخروج بهم للعمل في شيل الأثاث ونقل البضائع الثقيلة وأدوات البناء المتنوعة، ونحلم بالحديث عنا بدون ضرر، وبيننا عدد كبير يحصل على دعم من الدولة من خلال مبادرة حياة كريمة إلا أن ارتفاع الأسعار حالياً يقضي على تلك المساعدات.
فيما أعلنت في وقت سابق وزارة القوى العاملة دعمها للعمالة غير المُنتظمة لمواجهة ضغوط الحياة ، لرفع الأعباء عنهم ، من خلال القيام بعمليات الحصر والتسجيل لها مع صرف منح استثنائية، وإدخالهم فى منظومة التأمين الاجتماعى، وتشكيل النقابات العمالية والمهنية لضمان منحهم العديد من المزايا والخدمات العامة، وزيادة الدعم المُقدم لهم من صندوق إعانات الطوارئ، وغيرها.